‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات نارية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات نارية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 8 نوفمبر 2012

يعلمون الصغار أخلاق العبيد








في بعض الدول العربية: 
ما زالوا يعلمون الصغار أن من دخل البيت الأبيض فهو آمن ..
ويعلمونهم أن بيت المال يصح أن يكون جيب الحاكم ..
وأن من الشهامة والكياسة والإنسانية إنقاذ سيتي بنك 
وإغاثة ديزني لاند

وأن العجلة في تغيير نظام الحكم .. من الشيطان
وأن الحاكم مُلهَم 
لأنه لا يهديهم إلا سبيل الرشاد
وأن الحاكم وجميع الوزراء لا يتركون مناصبهم .. إلا بالموت

وأنه ليس منا من لم يوقر كبيرنا .. ويرحم كبيرنا .. ولا يناقش كبيرنا
وأن الانتخابات بدعة .. والمظاهرات بدعة .. 
وأن الكلام في الشأن العام إثم لا يغتفر .. 
وتدخل في ما لا يعنيك

ويعلمونهم أن رقي الأمم يقاس بعدد مطاعم ماكدونالد لكل ألف نسمة
وبعدد خطوط المحمول .. لكل مواطن
وأن انتصاراتنا في قديم الزمان 
تغنينا عن إرهاق أنفسنا بنصر جديد
وأن شعار الرجل الحق: أنا فحل إذا أنا موجود

ويعلمونهم أن كرات الملاعب أغلى من الكتب
وأن أقدام اللاعبين أغلى من رؤوس المفكرين

ويعلمونهم أنه لا فرق بين عربي وعجمي إلا برصيده في البنك
وأن الإعلام وسيلة عظيمة .. لشراء الذمم
وتلميع الرمم
وأن الإعلام لابد أن يكون نوعين: حكومي .. وحكومي

ويعلمونهم أن عبدا شبعانا
خير من حر محدود الدخل
وأن الصمت حلوى الفقراء والمستضعفين
وأن الثورات العربية هوجة وستنتهي
وأن الربيع العربي وراءه الخريف العربي .. ولابد

ويعلمونهم أن الحرية تمنح .. ولا تنتزع
وأن قطار الثورة العربية لن يقف بمحطة بلادهم
تجرأ أحد الصغار وسأل: لماذا ؟!

فجاءه الجواب سريعا
صفعة تذكره أنه عبد .. لا يسأل .. 
وإنما يسمع ويطيع
ثم أخذوه إلى الطبيب وقالوا:
هذا الطفل يهذي .. إما مجنون
أو ملبوس
فحصه الطبيب، وخاف أن يبوح بالحق
لكنه أومأ بعينيه للصغير: أنت أعقلنا

..
لكن هذا الصغير -تحديدا- 
رأى في نفس الليلة 
ولأول مرة
في ما يرى النائم
أنه حر.


بقلم / د. محمد هشام راغب

الخميس، 1 نوفمبر 2012

أخي العزيز: داوود الشريان


قد يغادر بعضنا قريباً بلادك وكلنا قد نغادر ربما بعد فترة 
أتمنى وقتها أن لا تنسى ان التميس الذي كنت تأكله في صباح الخميس لم يعد موجوداً فالافغاني رجع الى افغانستان والله سيطعمه أينما كان، والثوب الذي كنت تضعه ليلة السبت في المغسلة لم يعد متاحاً، والخادمة التي كانت تغسل ثيابك قد سافرت، ثم تأكد قبل ان تسير في الطريق على قدميك فالأرض مليئة بالمزابل لان العامل الذي كان ينظ...ف قمامتك انت والجيران عاد لبلده ربما تتطوع وتقوم بهذا العمل بدلاً منه لانك لا تود ان تراه 
نسيت ان اقول لك انتبه جيداً على صحتك لان الطبيب الذي كنت تزوره قد سافر لانك حسدته على راتبه الكبير 

هل تعرف الحلاق التركي الذي كنت تحلق عنده اول الشهر والهندي الذي كنت تنغم عنده اخر الشهر لقد ذهبوا ايضاً الى بلادهم لانهم اكلوا خير البلد 
اما الخياط اليمني الذي كان يفصل ثيابك انت وابناءك فهو الان في مدينة إب والباكستاني الذي كان يفصل مريول بناتك قد ذهب ايضاً الى باكستان 
تذكر أيضاً أن أولادك وأولاد أولادك سينضمون إلى قائمة الحمقى والجهلاء لأن المدرسات والمدرسين الأجانب الذين لايحملون ( كما قلت ) 
سوى شهادة ابتدائية ومع ذلك يدرسون في المدارس سيكونون قد ظفوا وجوههم لبلادهم كما تحامقت وقلت في برنامجك وأصبح من يدرس أولادك شخص مثلك لايعرف ماذا يقول ؟!؟! 
وتذكر دوماً قول العرب ؛ لايعرف الفضل لذوي الفضل إلا ذووه 
وبما أنك لست من ذويه لذلك نسيت من الذي علمك من الأجانب لتصل إلى ما أنت عليه من 
الفضل 
لكنهم يبدو أنهم علموك ونسوا أن يهذبوك ويؤدبوك حتى لاتتفوه بكلامك السوقي ( يظفوا وجوههم الأجانب ) 

المؤسف ان برنامجك سيتوقف ليس لانك لن تجد من تشتمه وتهينه بل لان طاقم البرنامج وحاملين الكاميرا الذين كانوا يعاونوك قد خرجوا بلا عودة
لانك اشعرتهم بمرارة العيش رغم انهم كانوا يكسبون عيشهم بعرق جبينهم .... 
تذكر عزيزي أيها المتعصب الجاهلي أن الإمارات بلغت من الرقي مابلغته لأنها تحترم الناس ليس على أساس جنسيتهم بل على أساس عملهم وإنجازاتهم .. فلا تتعصب عصبيتك الجاهلية التي تتفجر حقداً وحسداً لتميز الأجانب في بلدك ممن هم ليسوا من قومك ... فماهكذا تتقدم الأمم ؟!؟!


بقلم مجهول

الخميس، 25 أكتوبر 2012

طال عمره




__ (( طال عمره )) __

كعادتي التي كتبها علي القدر , أصحو باكراً , أصلي الفجر وأرتدي ثيابي إستعداداً للرحلة اليومية للبحث عن الرزق , أتناول إفطاري المكون من بعض الخبز والفول وشيئ من القشطة والمربى ( وهذه عادة لاتكون سوى في أول الشهر ) ,,,
وبينما أنا على ذلك , تقوم زوجتي المصون بإيقاظ أبنائي ( ثلاثة ذكور وإبنتين وطفلين أحدهما في الثالثة والآخر في الخامسة ) للذهاب إلى المدرسة ,,,
وتجهز لهم إفطارهم اليومي وتعد لهم الشطائر وتضعها في حقائبهم ,,,

ولايخلوا الأمر من المعزوفة اليومية ( بابا , المصروف مايكفي يجيب ساندويتش و واحد بارد ) ( بابا , أصحابي يحطون قطة من 5 ريال وأنا كل مصروفي 3 ريال ) !!!
أنظر إليهم بنظرة العاجز ولاتنبس شفتاي بكلمة واحدة ,,,
وتأتيني الإبنة الصغرى لتقول لي ( بابا إذا محتاج المصروف للبنزين خدو ) ؟؟؟
أحبس دموعي بكل ما أملك من قوة كي لاتنهمر أو أنهار أمامها ,,,
أحتسي ( فنجال ) الشاهي على عجلة وأقوم بعد ذلك إلى سيارتي الأجرة العتيقة ,,,
ومثل كل يوم , أبحث في هذا الصباح عمن يعينني على تشغيلها بواسطة وصل الكهرباء لبطاريتها التي تنام ليلاً مثلما أنام !!!
أنطلق بها بعد الدعاء بأدعية جلب الرزق وعلى بركة الله ,,,
أشار لي أحدهم ووقفت له ,
ـ حي العزيزية , بكام ؟
ـ قدر ماتدفع يابني , فأنت أول رزقي هذا النهار .
أوصلته ودفع لي 15 ريالاً , لابأس بها ونحمد الله عليها ,,,
وصلت إلى أحد الشوارع الحديثة , ومن بعيد لمحت شخصاً يلبس الزي الوطني ملثماً ولكنه لايشير إلى طلب سيارة أجرة ,,,
حاذيته وقلت له هل أوصلك ؟؟
قال لي :
ـ يا أخ سيارتك قديمة ولا أعتقد أنها ستوصلني مشواري !!!

قلت له :
ـ لاتنظر إلى الشكل , فهي مكيفة وقوية ونحن نتوكل على الله .

قال :
ـ لا إله إلا الله , توكلنا على الله .

وفتح الباب الخلفي , ثم أغلقه بسرعة , وقال لقد نسيت !!! ولا أعلم ماذا نسى ؟؟؟
ثم فتح الباب الأمامي وركب السيارة ,,,
قلت له أثناء قيامي بتحريك السيارة للأمام دون أن أنظر إلى وجهه :
ـ إلى اين ياسيدي ؟؟؟

قال :
أريد أن أتمشى معك طول هذا النهار في هذه المدينة , تأخذني في كافة إتجاهاتها وشوارعها ومعالمها .

وحينها فقط نظرت إليه لأبدي إستغرابي , وحينها فقط أيضاً صُعقت من هول المفاجأة ,,,
وجدت أن من كان واقفاً متلثماً في الشارع وتوددت إليه كي يركب معي , وأن من يريد هذا المشوار الغريب لم يكن إلا ,,, ولي الأمر ,,, طال عمره !!!
تلعثمت وبدأت يداي وشفتاي في الإنتفاض والحروف تخرج من فمي ناقصةً مبحوحةً , وحتى قدماي إرتبكت في العمليات المتناغمة على دواسات السيارة وصارت السيارة وكأن مساً شيطانياً أصابها فهي تتحرك برهة وتقف أخرى ,,,
لاحظ ذلك الذي أصابني فما كان منه إلا أن سارع إلى تهدئتي بقوله :
ـ على مهلك ياعم , إهدأ , نعم هذا أنا فلان إبن فلان , ولي أمرك . أكمل طريقك وأحسن قيادة السيارة وعلى بركة الله .
فقلت له :
ياسيدي ومولاي أعذرني على جهلي وهذه السيارة لاتليق بمقامكم طال عمركم , وأنا ومنذ أن كنت في بطن أمي أعلنت لكم الولاء والسمع والطاعة ولم أتكلم في السياسة يوماً وأبنائي أراقبهم لئلا يكون أحدهم إرهابياً أو متطرفاً فأبلغ عنه أولاً بأول وأدعو الله لكم على ماتفضلتم به علينا وأنعمتم به , الضمان الإجتماعي لكل مواطن والعلاج والدواء والغذاء والجمعيات الخيرية التي نرفل في خيرها والدور الخيرية التي نسكن فيها وكل شيئ ( عال العال ) و ...

فقطع حديثي بقوله :
ـ يا عم ؟ قلت لي ما أسمك ؟

ـ خادمكم أحمد
ـ يا عم أحمد لو لم أريد أن أركب معك في هذه السيارة لما ركبت , والآن أنطلق بنا إلى حيث أشرت عليك .
ـ ( سم طال عمرك ) ( تامر أمر ) .
في هذه اللحظات رن هاتفي الجوال فقفلته سريعاً , فنظر لي طال عمره وقال :
ـ لماذا أقفلت الهاتف ؟

قلت له : إحتراماً لوجودكم طال عمركم .
قال : لاتقفله مرة أخرى و ( خذ راحتك ) .
ـ هذا كرمُ منكم طال عمركم .
عرجت على شارع آخر وبدأت السيارة في عزف ألحانها الشجية على وقع ما بالشارع من مطبات وحفر , حتى أن طال عمره كاد أن يصطدم وجهه بتابلوه السيارة وأحسست بالحرج الشديد وأوقفت السيارة لأطمئن عليه .
ـ ماهذا الشارع يا عم أحمد ؟
ـ هذا الشارع من ضمن شوارع المدينة القديمة وهو هنا منذ ثلاثين عاماً .
ـ لم أمر عليه من قبل . ما إسمه ؟
ـ إسمه شارع ( ............. ) طال عمركم , وهو لم يتشرف بمروركم عليه إلا في هذا اليوم المبارك طال عمركم , ولو عرف المسئولون لكان اليوم أنعم من خد العروس !!!!!
ـ لاحول ولا قوة إلا بالله , سر يا عم أحمد ولكن على مهل حتى لاتتمزع سيارتك .
ـ أبشر بسعدكم طال عمركم .
رن هاتفي الجوال مرة أخرى , فنظرت إليه مسئذناً وفهم المقصود , وهز رأسه بالإيجاب .
ـ ألو , نعم .
زوجتي على الطرف الآخر : يا أبا الوليد , إنقطعت المياه ويلزم إحضار ( وايت ) .
ـ نعم سأقوم بإحضاره , شكراً , في أمان الله .
طال عمره : ما الأمر ؟
ـ هذه أم الأولاد تقول بأن الماء إنقطع ويجب إحضار وايت ماء .
ـ وهل تنقطع عندكم المياه ؟
ـ قل ياسيدي متى تأتي حتى تنقطع !!! تأتينا على إستحياء مرة واحدة في الشهر لست ساعات ولاتزورونا إلا في الشهر القادم . ونسمع أنها في بعض الأحياء وبالذات الشمالية من كثر ما أنعم الله عليهم من الماء يغيرون ماء المسبح كل يوم مرتين ويغسلون أسطول السيارات مرتين كذلك والشجر في أحوشة بيوتهم تجده يميل للسواد من قوة خضاره بسبب إرتوائه من الماء .
ـ إذا إذهب لتأخذ وايت الماء .
( يحسب طال عمره أن وايت الماء عبارة عن علبة عصير تجدها على رف في سوبر ماركت ) !!!
ذهبنا إلى مصلحة المياه وعند وصولنا رأينا صفاً طويلاً يبلغ طوله نحو ثمانمائة متر من البشر يقفون خلف بعضهم , فصاح طال عمره بكل دهشة وإستغراب , ماهذا ؟
ـ هذا ( السرا ) طال عمرك , وهؤلاء الناس يقفون هنا منذ البارحة ليصل لهم الدور لأخذ الوايت والفوز بالماء .
ـ إذا توقفنا هنا سيذهب النهار كله , أعطني عنوانك وسوف أرسل لك الماء .
فأعطيته العنوان ( حي ... ـ شارع .... زقاق .... آخر الزقاق جوار منزل عم سعيد .... رباط الخير شقة 15 )
ـ وهل تسكن في رباط ؟؟؟
ـ نعم طال عمرك في شقة منه ذات غرفتين ومطبخ ودورة مياه .
ـ قلت لي كم أفراد أسرتك ؟
ـ أنا وزوجتي وسبعةً من الأبناء والبنات فداءاً لله ثم للدين والوطن والمليك طال عمركم .
ـ فقام طال عمره بإجراء إتصال من هاتفه الجوال بشخص ما وأعطاه العنوان وأمر بإرسال الماء .
فتشكرت منه داعياً الله أن ينعم عليه بطول العمر وثبات السلطان .
و واصلنا المسير بين شوارع المدينة وكنت جوار مبنى البلدية , فإستأذنت طال عمره في التوقف لدقائق للمراجعة والسؤال عن ما وصل إليه رقمي في منح ذوي الدخل المحدود , وسمح لي بذلك , ودخلت مسرعاً للإدارة المقصودة ,
ـ السلام عليكم , رقمي هو 5648975 أين وصل ( السرا ) لو سمحتوا ؟؟؟
المسئول :
ـ ياعم أحمد قلنا لك من الشهر الماضي , أنتظر .

ـ يا إبني وإلى متى أنتظر , فقد مضى على الرقم الذي أحمله سبعة عشر عاماً وكل شهر تقولون لي أنتظر , والعمر كم فيه سبعة عشر عاماً أخرى لأنتظر ؟؟؟
ـ هذا ماعندنا , وإذا لم يعجبك بإمكانك التشكي لدى المسئولين !!!
ـ الشكوى لله يابني , شكراً لكم .
خرجت مهموماً حزينا , وتذكرت بأنني قد تركت طال عمره في السيارة , فأسرعت إليه لأجده يقلب في موجات الإذاعة يسمع برامجها .
رن هاتفي الجوال , وكانت هذه المرة أيضاً زوجتي أم الوليد :

ـ أبا الوليد ماذا فعلت ؟
ـ قلت ماذا فعلت , لاشيئ !!
ـ قالت : هل أنت من أرسل 10 وايتات ماء للبيت ؟؟؟ هل أصبح مدير عام المصلحة صديقك لهذه الدرجة ؟؟؟ الوايتات سدت مداخل الحارة ومخارجها والناس ليس لهم كلام سوى كيف ومن أين أتى أبا الوليد بهذه الكمية من الوايتات .
فتبسمت ضاحكاً وقلت لها , يا أم الوليد بارك الله فيك , دعيهم يملئون الخزان عندنا ثم يقسمون الماء على كل جيراننا . وأقفلت الهاتف ( لو علمت بالأمر لسقطت من طولها ولم تفق ) .
ـ جزاكم الله خيراً طال عمركم , فلقد شربت الحارة كلها من الماء .
ـ لاشكر على واجب , أخبرني ماذا حدث معك في البلدية ؟؟؟
ـ لاداعي أن أعكر على حضرتكم مزاجكم .
ـ أخبرني ماذا حصل ؟
ـ لم يحصل شيئ سوى أن المنحة لازالت منذ سبعة عشر عاماً حبراً على ورق ومجرد رقم يتكون من عدة خانات , لا أقل ولا أكثر !!!
ـ سبعة عشر عاماً ؟؟؟ ( قالها بلهجة المصدق المكذب )
ـ نعم ياسيدي سبعة عشر عاماً وفي شهر رمضان القادم ستدخل عامها الثامن عشر .
ـ وكيف ذلك , وهم يرفعون لي بإعتماد مخططات ذوي الدخل المحدود كل شهر تقريباً ؟؟؟
ـ هذه المخططات طال عمركم التي تعتمدونها , تطبق على مواقع مميزة وتقطع إلى قطع صغيرة داخل المدن وتباع بأسعار فلكية لمن هم في مقام حجمنا ودخلنا ( المعدوم ) ,,,
أما ما تجود به أنفسهم ( وهذا يحدث كل خمس أعوام ) فيكون مخططاً على الرمل بدون أي خدمات وموقعه يتشابه والربع الخالي ويحتاج الوصول إليه ( الشد ) للسفر وإقام الصلاة قصراً وجمع . ويهللون ويكبرون في الصحف والمجلات وكل الوسائل الإعلامية بأنه تم تسليم ذوي الدخل ( المحروم ) قطع الأراضي وليس عليهم ( أي المحرومون ) سوى مراجعة البلدية لإستلام القطع , وهناك تفاجأ بإرسالك لمكتب يقتص منك ألف أو إثنتين من الريالات ليتفضل عليك بتحديد موقع قطعتك على الخريطة التي في أحسن الأحوال لاتساوي قيمة ماتقاضاه هذا المكتب .
ـ لاحول ولا قوة إلا بالله . ( هين ) إن شاء الله ,,,
ـ ياسيدي ومليكي , هون على نفسك , فقد تعودنا على هذه الحياة , ولم نعد نبالي , المهم عندنا أن يحسن الله خاتمتنا , وأما الأرض فسوف يعمرها الأبناء إن شاء الله بعد حصولهم على قرض صندوق التنمية الذي سيأخذ مثل ما أخذت قطعة الأرض من زمن , وسيذكرنا أبناؤنا بخير لأننا تقدمنا بطلب المنحة .
وهنا رن جرس هاتفي النقال مرة ثالثة :
ـ ألو , نعم . ( كانت إبنتي الصغرى ) :
ـ ( بابا ) معلمة التدبير المنزلي طلبت مني إحضار بعض الطلبات ليوم غد ضروري جداً .
ـ وماهي هذه الطلبات يا إبنتي ؟
ـ لقد ذهب أخي إلى المكتبة للسؤال عن أسعارها ووجدها بخمسة وسبعون ريالاً .
ـ خمسة وسبعون ريال ؟؟؟
اللهم لا إعتراض على حكمك , حاضر يا إبنتي , عند قدومي في المساء سنشتريها .
بعدها تبدل لون وجهي قليلاً إلى الصفار , وفي لحظة ركبني الهم والغم , كيف لي أن أدبر خمسة وسبعون ريالاً في خلال ساعات , وأنا لم أستفتح سوى بخمسة عشر , وهذا القابع إلى يميني لايمكنني أن أطلبه المال ولا أعلم إن كان سيعطيني أم لا ؟؟؟ !!!
ـ ماذا بك ياعم أحمد ؟
ـ لاشيئ طال عمرك ( قلتها وظل إبتسامة صفراء ترتسم على شفتاي )
ـ أراك مهموماً بعد مكالمتك الأخيرة هذه , خيراً إن شاء الله ؟
ـ خيراً خيراً , لاعليك ياسيدي , إبنتي الصغرى تطلب بعض المال لشراء مستلزمات مدرسية طلبتها معلمتها .
ـ وهل المعلمات يطلبن من الطالبات شراء مسلتزمات دراسية على حسابهن ؟
ـ نعم ياسيدي , أحياناً , وهم لهم الحق , فهن معلمات والقول الدارج لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول ( قم للمعلم و وفه التبجيلا, كاد المعلم أن يكون رسولا ) ,,,
ـ لا حول ولاقوة إلا بالله , هل تعلم يا أبا الوليد أن ميزانية التعليم في المملكة التي أعتمدها تأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة بعد الدفاع والصحة من ناحية حجمها المالي ؟؟؟
وفي هذا العام أعتمدنا المليارات لنقل الطالبات ولتوطين المدارس المستأجرة إلى مدارس حكومية حديثة ولطباعة المناهج وتحديثها ,وتأتي مثل هذه المعلمة لتحمل ولي أمر طالبة بمبلغ كهذا ؟؟؟
هنا أحسست بتوتره طال عمره , فأحببت أن أغير المزاج العام , فقلت له :
ـ سيدي ومليكي , لاشك أنك تشعر بالجوع , فهذا وقت الغداء , فما رأيك بتناول وجبة خفيفة ومن ثم نواصل السير , وكذلك من أجل أت تستريح قليلاً هذه العجوز ( أقصد سيارتي بالطبع فلو أستمرينا بها في هذا الجو الخانق لسوف تتعطل وأصبح في موقف حرج لا أحسد عليه )

ـ نعم يا أبا الوليد , لا بأس في ذلك .
ـ إذا , هذا مطعم يبيع ( ساندوتشات ) بيض وجبن و ( طعمية ) ,,,
ـ سأنزل معك لأرى وأنتقي ,,,
ـ تلثم طال عمركم لئلا يهرب كل من في المطعم خوفاً ,,,
دلفنا إلى المطعم , وطلبت ساندويتشي طعمية وبيض .
ـ ماذا تأكل طال عمرك ؟
ـ مما تأكل أنت .
ـ إجعلها إثنين إثنين يابني , كم يبلغ حسابك ؟
ـ 10 ريالات
أخرجتها ودفعتها إليه , وطال عمره لم يرفع نظره عني .
أخذنا الساندويتشات وبدأنا نأكلها , وهو سارح لاينبس ببنت شفة ,,,
ـ أرجو أن تكون طيبة المذاق ؟
ـ جداً , أتعجب هل هذا هو ( غداؤك ) ؟؟؟
ـ نعم طال عمركم , فلا وقت عندي للذهاب إلى البيت ( وحتى لا أدع مجالاً للقهر أن يصيبني على غداء البيت الذي لايغني ولايشبع من جوع , بل أترك نصيبي لأبنائي ) ,,,
ـ ومتى تذهب إلى المنزل ؟
ـ في حدود منتصف الليل , أذهب منهكاً خائر القوى , أبحث عن فراشي لأضع رأسي إستعداداً ليوم رزقٍ جديد .
ـ وكم تبلغ ( غلتك ) في اليوم الواحد ؟
ـ أحيانا مائة ريال وأحياناً مائة وخمسون , وهكذا ,,,
ـ وهل هي كافية للصرف على أسرتك ؟
ـ لا , بالتأكيد , ولكنها تقيني وإياهم بعد فضل الله , جور الجوع والفقر والتشرد ,,, ولاتنسى أنني مسجل في الضمان الإجتماعي الذي أتقاضى منه مبلغاً زهيدا يعينني على هموم هذه الحياة .
ـ وماذا تفعل عند تقاعدك ؟؟؟
ـ سيدي ومولاي , مثلي لا يتقاعد إلا على نقالة الموتى !!! سأظل إلى آخر يوم في حياتي أعمل و ( أكد ) فيه على رزقي , فاليوم الذي لا أعمل فيه سيكون يوم جوع في البيت كله ,,,
ـ نعم , فهمت .
ـ هيا بنا ياسيدي
ـ توكلنا على الله ,,, أود أن أمتع ناظري بمنظر البحر ,,, فهل تذهب بنا إلى هناك ؟
ـ نعم ياسيدي , تأمرني ولك علي السمع والطاعة ,,,
وسرنا إلى منطقة شرم أبحر ,,,
ـ أين البحر ؟
ـ نعم ياسيدي , نحن نسير بمحاذاته وسوف نصل ,,,
كنت أتمتم بلاحول ولاقوة إلا بالله , فسمعني وسألني , لماذا ( تحوقل ) ؟
ـ أبداً طال عمركم , أبحث عن البحر فقط !!!
ـ تبحث عن البحر !! وهل هو قطعة ورق حتى يختفي ؟؟؟
ـ لاياسيدي , ولكن البحر موجود خلف هذه المباني والمنتجعات , ولاسبيل إلى الوصول إلى الشاطئ سوى أن تتحول سياراتنا هذه إلى ( هليوكوبتر ) كي تجتاز بنا عرض هذه المباني وتحط بنا على الشاطئ !!!
ـ هكذا إذن !!! ومن أنشأ هذه المباني وسد واجهة البحر عن المواطنين وحرمهم نعمة التنزه على شاطئ البحر ؟؟؟
ـ الذي عمل هذا , هم ياسيدي الذين حرمونا قطع أراضي منح ذوي الدخل المحدود !!! هم البلدية ومن ورائها , تصرفت في الأراضي بالإيجار لمن يملكون المال والنفوذ والسلطة وقاموا بدورهم بإنشاء هذه المباني والمنتجعات لتؤجر علينا بمبالغ ( فلكية ) لمن هم في وضعي . تخيل طال عمركم لكي أستطيع أن أرفه عن أبنائي يومي الخميس والجمعة بقضائها في البحر يتوجب علي دفع ستة آلاف ريال !!!
يعني بذلك علي أن أعمل عاماً كاملاً أي ثلاثمائة وخمسة وستون يوماً لأقضي يومين في البحر ؟؟؟ ومن أجل ذلك , فقد نسيت أنني أعيش وأحيا في مدينة ساحلية إسمها ( جدة ) !!! والبحر أصبحنا نكتفي بحكايانا القديمة عنه , وأبنائي سيذهبون للبحر عندما يكبرون ويصبح حظهم أفضل حالاً من حظي في هذه الدنيا ,,,

أحسست أن هناك دمعةً ترقرقت من مآقي سيدي طال عمره ,,, فسكت , وخيم الصمت للحظات . قلت بعدها : لاعليك سيدي , سأذهب بك لمكان آخر ( تشاهد ) منه البحر ولكن دون أن ( تلمسه ) ,,,
وذهبت به إلى مايسمى ( كورنيش ) جدة ,,, وأوقفت السيارة عند أحد أطرافه , وقلت له تفضل طال عمركم , هنا تستطيعون أن ترون البحر ,,, ونزلنا وكنت أهم بوضع ( فرشة ) لنجلس عليها لولا أن إنطلق في تلك اللحظة ما أسميه أنا شخصيا ( التاكسي ) وهو عبارة عن صرصور زاحف من ذوات الأحجام الثقيلة كريه المنظر ,,,
فنظر إليه طال عمره وقال ماهذا ؟ ومن أين أتى ؟
قلت له المثل الدارج ( هذا الله وهذي حكمته ) ,,, هذه أشياء بسيطة ولابد منها هنا في الكورنيش , ويتبقى أن تتعرف على أبناء عمومتهم ( الفئران ) السمان , وأصدقاؤهم ( القطط ) كي يكتمل إحساسك بأنك موجود في الكورنيش !!! وهم سيأتون الآن ولن يتأخروا !!
ـ حسبنا الله ونعم الوكيل ( قالها والأسى ينبض من عينيه ,,, ) قم بنا لنذهب إلى مكان آخر ,,,

ـ تأمرني أمر طال عمركم ,,, إلى أين ؟
ـ والله لقد أغممت قلبي هذا اليوم وأوجعتني ( يقولها والألم بادي على محياه ) ,,, هلا أعدتني إلى مكان اللقاء الأول .
ـ لم تنتهي جولتنا بعد ياسيدي , ولك ما أردت , لكن لماذا لا أوصلك إلى قصرك المنيف ؟؟؟
ـ لقد تركت أحد ( الأخوية ) هناك ليعيدني للبيت وهو في إنتظاري .
ـ حسناً , تأمرني أمر طال عمركم ,,,
وتوجهت به نحو المكان الأول , وكان الوقت قد شارف وقت صلاة العشاء ,,,
وعندما وصلنا , ودعني بكلمات طيبة ودعاء خالص وشكرٍ جميل , وأدخل يده في جيبه ليخرج رزمة ورقية مالية لم يكلف نفسه عدها ووضعها في يدي وأنا أحاول التملص منها حياءً وخجلاً وهو يصر عليها وهممت أن أقبل يديه فسحبها سريعاً ونزل وأقفل باب السيارة .
وقفت أتتبعه بنظراتي وهو متوجه لسيارة فارهة ( تصل قيمتها لما هو أكبر من قيمة الرباط الذي أسكن فيه ) كانت تقف على جانب الطريق وأنطلقت بمجرد ركوبه فيها ,,,

أخذت في لحظات أسترجع معالم يومي هذا , هل هو حلم أو حقيقة ؟؟؟
هل هذا الذي كان معي طيلة النهار هو فعلاً ولي الأمر طال عمره أم هو من تبليس إبليس ؟؟؟
الرجل الذي بهر العالم بحكمته وسياسته كان هنا معي !!! وفي هذه السيارة !!!
أنا الذي عشت هذا الموقف لم أكن أصدق ذلك ,,,
عرجت على أحد المساجد لأصلي العشاء , وبقيت في المسجد بعد الصلاة متأملاً متفكراً في أحداث هذا اليوم ولازلت غير مصدق ماجرى معي ,,,
خرجت من المسجد وأكملت طلبي للرزق , ورزقني الله بعدة مشاوير كنت أوصل أصحابها شارد الذهن غير مهتم بأي مبلغ مقابل التوصيل ولا بأي حديث معهم على غير عادتي في الثرثرة ,,,
وصار الوقت منتصف الليل وهو الوقت المعتاد على التوجه للمنزل ,,,
وصلت لحارتي وأوقفت سيارتي تحت أحد منازلها وواصلت سيري على قدماي للمنزل ,,,
فتحت الباب لأدخل , وكان المنزل مظلماً على غير العادة , وتبادرت إلى ذهني فوراً فاتورة الكهرباء اللعينة التي لم أسددها وأصبت بحالة إمتعاظ من شركة الكهرباء التي لاترحم من هم مثلي ,,,
وفجأةً , أُضيئت الأنوار كلها مرة واحدة ووجدت أفراد أسرتي كلهم أمامي وكانت مفاجأة منهم على غير العادة , فهذا وقت نومهم جميعاً ,,,
فأصبت بحالة تبلم غير مستوعباً القصة ,,,
فبادرتني أم الوليد زوجتي حفظها الله بقولها :
ـ إفرح يا أبا الوليد , هذا صك تملكك ( فلة ) في أرقى أحياء المدينة أتانا به شيخ طائفة العقاريين .
وبادرني أكبر أبنائي الوليد :
ـ أبي , حضر إلينا اليوم عصراً مدير مدرسة ............ الخاصة وقال لي أنني وأخواني وأخواتي سندرس في مدارسهم الخاصة بداية من يوم الغد ( هذه المدرسة تكلف الطالب رسوم دراسة سنة واحدة ما لا يقل عن مئة ألف ريال ) وحتى التخرج ,,, وهذا يشمل حتى أخواني الذين لم يبلغوا سن المدرسة بعد عند دخولهم المدرسة ,,,
ـ أم الوليد : كما حضر إلينا أيضاً شخص قال لي يا أم الوليد تسلمي هذه . قلت وماهذه ؟
قال ـ إستمارة ملكية سيارة جيب تويوتا لاندكروزر جديد موديل العام بإسم زوجك , ليأتي غداً ويتسلمه , وألف مبروك .

وكذلك حضر شخص لم يعرف عن نفسه وأعطاني هذا الخطاب , وناولتني إياه , ففتحته لأجده أمر تعييني على وظيفة مراسل بأحد الإدارات الحكومية براتب أربعة آلاف ريال !!!
الحقيقة , لم أتمالك نفسي من الوقوف , ولم تعد قدماي تحملني , وأحسست برجفة تسري في جميع أنحاء جسدي وعروقي ,,,
تذكرت على الفور المبلغ الذي أخذته من سيدي طال عمره , فدسست يدي في جيبي ووجدته على حاله وبمثل ماأطبقه في يدي ,,,
أخرجته , فإذا هو مبلغ من فئة الخمسمائة ريال , عددته ,,, ألف ألفين ثلاثة , عشرة , خمسة عشر ألف ريال بالتمام والكمال ,,,
لم أتمالك نفسي , وبدأت أصيح وأشهق وأبكي بكل قوتي وبدون أي سيطرة مني على نفسي ,,,
طال عمرك , طال عمرك , طال عمرك
ولم أشعر إلا بيد زوجتي أم عبد الله توقظني لصلاة الفجر وهي مرتاعة وتحاول أن تهدئ من روعي وصياحي في منامي ,,,
ـ خير اللهم أجعله خيراً يارب , ماذا بك ياقرة العين ؟؟؟
ففتحت عيناي بتثاقل ونظرت يمنة ويسرة في ظلام الغرفة , وأنظر إلى زوجتي بكل ذهول وأتلفت في المكان وأردد , أين أنا ؟؟ أين أنا ؟؟
ـ أنت في البيت يا أبا عبد الله , لقد أفزعتني وأخفتني بارك الله فيك ,,, ألم أقل لك ألا تثقل من أكل المحاشي في الليل !!!
قم ياحبيب العمر ,,, لقد أذن منادي الحق لصلاة الفجر ,,,
فقمت وأنا أتسائل من هذا المدعو ( أبا الوليد ؟؟؟ )
______________________________

زادي ( في لحظة تجلي ) @#@

تقبلوا خالص تحياتي وتحيات ( طال عمره ) !!! 



المصدر

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

عندما تضرب بنا الأمثال في فرنسا

محمد الوشيحي

اللهم غربل الصحافة الفرنسية، اللهم بهدلها واقلب عاليها واطيها، هذه الصحافة المؤزمة، هذه الصحافة التي لا تستحي ولا تنتخي، التي تقسو على ولي الأمر، الرئيس ساركوزي، وتسخر منه، وتجعله علكاً بصرياً في أفواه العالم كله. وكل الذي عمله ساركوزي أنه أمر بتعيين ابنه 'جان' على رأس حي المال والأعمال الشهير 'لاديفانس'. بس. فما الذي حدث بعد ذلك، بحسب ما قرأنا بعد الترجمة؟

الذي حدث هو أن الأحزاب ثارت غضباً، وأولها حزب ولي الأمر نفسه، حزب ساركوزي. بل إن أحد المقربين إلى الرئيس من أعضاء الحزب طالبَ بتغيير اسم 'جمهورية فرنسا' إلى 'جمهورية التفاح'، إشارة إلى جمهوريات الموز التي تعني الفوضى وسيطرة الأقوى، وعلى اعتبار أن فرنسا مشهورة بتصدير التفاح.

هذا من جهة الأحزاب والمواقف الرسمية. أما الشبان العاطلون عن العمل فقد حملوا 'كراتين' الموز واتجهوا إلى ميدان 'لاديفانس' واحتضنوا طبولهم وراحوا يقرعونها على طريقة الأفارقة، تحت لوحة كُتب عليها 'جمهورية فرنسا العربية'، إشارة إلى ما يفعله الحكام العرب وأبناؤهم في بلدانهم. وكتب آخر ساخراً على لوحة يحملها 'أيها الملك ساركوزي، خاطب ابنكم مولاي الأمير جان ليقبلني حامل شنطته'. وذهب مجموعة من هؤلاء الشبان إلى إدارة التوظيف، وطالب أحدهم بتغيير اسمه من 'ميشيل رينييه' إلى 'جان ساركوزي رينييه'، والآخر من 'هيدالغو كرومير' إلى 'جان ساركوزي كرومير'، ووو...

ودخلت الصحافة الفرنسية على الخط يا معلم، ويا داهية دقي، على رأي المصريين، وإلطم ياللي بدك تلطم، وخذ من السخرية ما لا يُحتمل. فرسام الكاريكاتير يرسم لوحة تظهر ساركوزي في خيمة يرتدي الغترة والعقال والبشت، وبجانبه مجموعة من الجِمال، ومجموعة من الحسناوات اللاتي يرقصن على أنغام العود العربي، ويصرخ في وزيره: 'أعطوا ابني الأمير جان مليار يورو، وأربعمئة جمل، وخمسمئة راقصة، وحقل نفط، وحي لاديفانس'، ورسمٌ آخر يظهر فيه الرئيس يهدي لابنه في عيد ميلاده 'برج إيفل والسياح الموجودين حوله'. وكتب أحد الساخرين عن وجوب تقبيل يدي جان، ووو، وضحك الناس، واخترعوا النكات، ولا حول ولا قوة إلا بالله... ويا ويل الصحافة من الله، تستهزئ بالرئيس، ولي الأمر؟!!.

وهوَت شعبية ساركوزي بشدة، فاحتاس حوسة الأرملة أم الأيتام، وجمع مستشاريه ليفكروا معه في كيفية الانسحاب بأقل قدر من الخسائر، فاقترحوا عليه أن يعتذر جان بنفسه، فصرّح جان: 'لن أقبل المنصب إذا كان ذلك يغضب الشعب الفرنسي'، فسخرت صحيفة: 'جان... يا لتواضعك الجم'، وكتبت أخرى: 'جان يعطف على الشعب ويتنازل عن المنصب'، وكأن الصحيفتين تقولان له بالفرنسي الفصيح 'غصباً عليك وعلى أبوك اللي جابك'. واختفى جان عن أعين المارة، وأغلق هاتفه النقال، وتلاشى، و'يا مَن عيّن الضالة'. فوضعت الصحافة صورة له وكتبت: 'اختفاء الأمير جان ساركوزي'، وكتبت أخرى: 'شوهد جان في إفريقيا، يبدو أن أباه أعطاه دولة كوت دي فوار'، ووو... وكتبتُ أنا:'عليّ النعمة لن يفعلها جان مرة أخرى. اعنبوكم خلاص. ارحموه'.

وفي الكويت، يُعطى الشيخ أحمد العبدالله أهم وزارتين، النفط والإعلام، يسلّي وقته فيهما، فنلطم، وننتقد ضعف إدارته وهشاشة أدائه السياسي، فيأتينا الرد من زملائنا الراقصين في بلاط الحكومة: 'أهدافكم واضحة... تقليل هيبة الأسرة الحاكمة'. هكذا بسهولة، فزملاؤنا الأفاضل يحبون الأسرة الحاكمة والكويت أكثر منا وأكثر مما يحب الفرنسيون فرنسا... وتحيا جمهورية البطيخ وصحافة البربيخ والزرنيخ.

الأحد، 7 أكتوبر 2012

الويل لإيران من شر أقترب..؟







تـنبعث في الأفق إرهاصات "تحدي" بين إيران ودول الخليج العربي ولو غضبت إيران وزمجرت فالويل لها ثم الويل لنا!! لقد أعلن التحدي مع إيران بنيرة الشاعر العربي المفوه: ألا لا يجهلن احد علينا .. فنجهل فوق جهل الجاهلينا!! (بالكلام فقط وما زلنا "كلام نواعم"!! فهذه باكستان الفقيرة التي فتحها غلام من غلمان الطائف امتلكت القنبلة النووية ووضعت لنفسها مركزا في موازين القوى)!! يا ليت شعري يا أبن كلثوم بماذا ستواجه دول الخليج التحدي الإيراني؟ هل تجد الحل في خنجر عماني مذهب مصنوع في كلكتا؟!



أم أن الحل يأتي من عاصمة البغاء العالمية -دبي المدينة النموذج - (لنا النموذج دون العالمين أو القبر)؟!! فهناك في مدينة ناطحات السحاب العربية جيش جرار يعمل على قدم وفخذ من اجل تأسيس صناعة!! للجنس والفجور على أرض الخير والحبور (أهكذا تشكر النعم يا غشم)؟؟! جلبوا العار باليورو والدولار ولم يرحموا الأخلاق والفضيلة بل ولم يرحموا الإنسانية؟!! هاهم قد مسحوا العنصر النسائي الجميل فقط!! من قرى طاجيكستان واوزباكستان (ولأن عربستان محتلة من إيران فقد حمى الله بناتها من تجارة الرقيق الأبيض!!) وانـتقلوا إلى رومانيا وهنغاريا ثم ومن لزوميات الحمية العربية المخلصة عبثوا بالطول و"العرض" في بلاد (من أحرق السفن وقال قولته الشهيرة "العدو من أمامكم والبحر من وراءكم وانتم اليوم يا عرب أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام")!! ثم أتوا بالعربيات الماجدات!! يجرجن أذيالهن!! إلى حيث ألقت رحلها الموبقات والمسكرات والمخدرات!! أسطورة مدينتهم هذه أنها قلبت المعادلة فأصبح نسل مضر هم مصدر الجواري والقيان والراقصات والمومسات وجاء المتفرجون على اللحم العربي الأبيض المتوسط؟! من كل حدب وصوب الفرنج والخرنج والعلوج والهنوج .



المدينة النموذج أنـتجت لنا النوع الثالث؟!! من العرب الذين تمنيت أن أموت قبل أن أراهم (العرب العارية- عرب بدون هدوم)!! نموذجهم هذا وصل إلى العالمية من أوسخ الأبواب وقد عمّر صرحاً من خرسانة فهوى في قاع كلخانه (تكرمون)؟!! صدق الوعد يا غثاء السيل، هاهم العرب الحفاة يتطاولون في البنيان ويتفاخرون بأطول برج وأجمل برج وأغرب مبنى وأجمل بناية وإنما في أحشاءها الفجور والخمور وكل ما في العالمين من شرور:
أن الأبراج أن طالت مبانيها.. في أحشاءها عند مسيان العطب!!





وكل ذلك على بعد فراسخ!! معدودة من ارض عاد وأرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وذهبت في صبيحة واحدة لتكون اثأرا مندرسة تحت الرمال؟!!



ويل لإيران فلدى دول الخليج قناة العربية وأسلحتها الفتاكة الرمحي والقيسي وعيدان و... (لكم الله يا أخوال الرسول)!! وعندما تـنتفض هذه المسماة .. ري.. ري.. (وش اسمها هذي حقت صناعة الموت)!! هذه المدعوة ريما خربانه ؟! فلن يـبقى في إيران حجر على حجر!! وسيشعر الإيرانيون بالحرج الشديد ويمتـنعون عن القتال مخافة أن يتم تصنيفهم مع أطفال حماس الذين يصنعون الموت لجنود العدو الصهيوني (استغفر الله هل قلت العدو الصهيوني!! جل من لا يهمل)!! ثم هناك "العربية نت"، ويلكم يا فارس جاءكم الموت على رأس فأره؟! ويقف خلفها عدد من "مجاهدي النت" وهم رجال!! أشداء على المؤمنين رحماء على الصهاينة؟! تراهم في المعركة سكارى وهم سكارى وسيلجمون التحدي الإيراني السافر بإحصائيات مهولة عن الشواذ والسحاقيات في دول الخليج وربما دعوا إلى الدفع بهم وبهن إلى الصفوف المنبطحة في المعركة المصيرية!!



ولن يهدأ للعرب العارية هذه بال ولن يرتاح لهم سروال؟!! حتى يحشدوا مراكزهم ونواديهم وانجازاتهم الثـقافية لمواجهة التحدي الإيراني؟!! وفي الخط الأول هناك "مركز المسيار الوطني" (ولو نزعت نقطة من تحت الياء فلن يتغير المعنى)!! وهو المركز الوطني الوحيد في العالم وربما في التاريخ الذي يجمع معلومات ويعمل دراسات عن أسرار الوطن وخفايا الوطن وخبايا الوطن وثغرات الوطن (يا عزتي لك يا وطن)!! ثم يـبيعها بالدولار الملعون للاستخبارات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والروسية واستخبارات سيرلنكا المركزية!! وربما يزود الاستخبارات الإيرانية ببعض المعلومات عن مشاكل تزويج القاصرات وقصص ظلم القضاة ولن يتحدث أحد عن تكميم الأفواه وخط الفقر الذي يضغط تحته نصف الشعب الذي يمشي حافيا وتحت قدميه أضخم الثروات في تاريخ الاقتصاد؟!! لعنك الله يا دولار كيف جردت أبناء الوطن من الوطنية؟!!



ويل لإيران فلدى العرب المهووسة ذلك الموقع الالكتروني "إيلاف" (ملاحظة: النقط تحت الياء مع إن وضعها فوق الياء لا يغير المعنى)!! هذا الموقع سيكون حجر (غرشة)!! في طريق الأطماع الإيرانية!! فهم في إيلاف لا يعترفون بالموت ويقولون أن الله يأخذ إجازة (تعالى الله عما يقولون)!! ويعتقدون أن محمد (صلى الله عليه وسلم) كان مقاتلا دمويا تحركه الأطماع السياسية (بأبي أنت وأمي يا رسول الله)!! وعندما تدخل إتلاف ساحة الوغى ضد العدو الجديد فسيدوخ!! الإيرانيون من صور هاي رزلوشن!! لكل ما لذ وطاب من الفنانات والمطربات المائلات المميلات النامصات المنمصات ومعهن جوقة من (حليقي الشنبات)!! ولا عزاء للغيورين فقد رفعت المدينة الحجاب عن قاذورات إتلاف استعداد للمعركة ومنعت مواقع السكس والصداقات، وهي لعمري أرحم!! على الأقل الواحد ينظر إلي صور البنيات!! وعقله في رأسه وليس في رأس الماسونية؟!! وقلبه في صدره وليس في صدر البيت الأبيض!!



وأين ستذهب إيران من صحافتـنا وكتابنا ورسامي الكاريكاتير وروايات السح الدح امبووو!! وحتى شعبان عبد الرحيم سيقلب الموازين (بكرهك يا إيران أنت وكل العربان العريان انين.... ثم نهيق متـقطع)؟! الويل والثبور لإيران الغبية عندما تـتولاها سياط وأنياب هؤلاء الذين عندما تسلموا ملف "الهيئة" جعلوا الناس بالكاد تنسى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتـنهون عن المنكر)!! وعندما تولوا ملف السينما جعلوا من صالات الأفلام متطلب حضاري تـنافسي تـقني سيصعد بنا إلى مصاف موزمبيق؟!! وعندما حشدوا أقلامهم القذرة ضد حماس أصبح الواحد يلعب الكرة بهدوء مخافة أن يأخذ به "حماس" زائد فيصنف (ضد السامية)!! اعتقد انه سيقضي على إيران في ليلة حالكة!! من ليالي العرب الحمراء وسيلاحقهم المخرجون بإنـتاج أول فيلم سينمائي فيه ممثلة خليجية تمتـنع أمام الملأ عن أكل الكباب الإيراني (مرة واحده، يلعن أم التحدي)!! وستهبط النكات على الإيرانيين في "عيال قرية"؟! وليس من المستبعد أن تـنقطع عنهم "روتانا" فيصبحوا على ما فعلوا فرحانين؟! (وهنا نقترح أن تعطي إيران فرصة فليس لها قبل بكل هذه المصائب)!! خلاص، إيران انـتهت ويستعد بعض المثـقفين العرب لعقد ندوة عالمية



هل تذكرون ذلك العربي في العصر الجاهلي الذي قاد قومه بني وائل (عنزة) وواجه جيوش كسرى وحقق أول نصر عربي واضح,

لم يأت لتحريك المفاوضات أو لجبر الخواطر!! وكل ذلك من أجل امرأة عربية أهينت في بلاط كسرى؟!! وهل تذكرون ذلك العربي نحيل جسمه رثة ثيابه دخل على كسري في قمة عنفوانه ورد على سؤاله (ماذا تريدون يا عرب؟) فقال تلك المقولة التاريخية "أتـينا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"!!

هذه عرب هلكت، وابتليـنا نحن الذين نعيش في عصر العرب العارية!! برجال رضوا وهم بكامل قواهم العقلية أن يكونوا عبيدا في مزرعة بوش الأب وبوش الابن وأخيرا أوباما الأسود (ليس عنده مزرعة ولكنها شقة ديلوكس في شيكاجوووو)!! وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال "نحن (العرب) قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتـغينا العزة بغيره أذلنا الله"!!

د. صنهات بدر العتيبي

رئيس قسم إدارة الأعمال جامعة الملك سعود