كان في عهد الرشيد شارلمان بن بابن وكان ملكاً على فرنسا واستولى على لمبارديا وقاد طوائف السكسون التي كانت في جرمانيا إلى الدين المسيحى بعد أن كانت وثنية واستولى على المانيا وإيطاليا وكان يرغب أن يكون له اسم كبير في الديار الشرقية لتكون درجته فوق درجة نقفور ملك القسطنطينية
كان يرغب أن يكون حامياً للمسيحين في البلاد الإسلامية وخصوصاً زائري القدس فأرسل إلى بغداد سفراء يستجلبون رضا هارون الرشيد وكان لشارلمان غرض من مصاد قة الرشيد ايضا وهو إضعاف الدولة الأموية بالأندلس ففاز سفير شارلمان برضا الرشيد فسر بذلك لأنه عده فوزاً على نقفور ولهذا لما قدم سفير الرشيد على شارلمان قابله بمزيد الإكرام واستفاد شارلمان من ذلك التودد فائدتين الأولى تمكنه من حرب الدولة الأموية بالأندلس وتداخله في مساعدة الخارجين عليها والثانية نيله رضا الرشيد.
قد أراد أيضاً أن يغتنم غنيمة علمية فإن أوروبا في ذلك الوقت كانت مهد جهالة لأنه بانقراض الرومانيين وغلبة الأمم المتبربرة على أوروبا انطفأ مصباح العلم أما الحال في البلاد الإسلامية فكانت على العكس من ذلك علماً وعملاً سواء في ذلك بغداد وقرطبة فسعى شارلمان في إصلاح قوانين دولته مقلداً هارون الرشيد وذهب إلى أوروبا أطباء تعلموا في البلاد الإسلامية وكانوا من اليهود فانتخب منهم شارلمان رجلاً يقال له إسحاق وأرسله إلى الرشيد مصحوباً ببعض الهدايا
وبعد أربع سنين عاد إسحاق مع ثلاثة من رجال الرشيد ومعهم هدايا وهي ساعة وراغنون وفيل وبعض أقمشة نفيسة، فلما نظرها رجال شارلمان ظنوها من الأمور السحرية وأوقعتهم في حيرة
قد ارسل الرشيد لهم ساعة ضخمة من النحاس الأصفر مصنوعة بمهارة فنية مدهشة يبلغ ارتفاعها نحو أربعة أمتار وتتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية يتبع بعضها البعض الآخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلا يشيع البهجة في أنحاء القصر الإمبراطوري.ولكن الأهم من ذلك أن هذه الساعة التي أهداها هارون الرشيد إلي الإمبراطور شارلمان كانت مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الإثني عشر المؤدية إلي داخل الساعة ويخرج منه فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلي المكان الذي خرج منه فإذا حانت الساعة الثانية عشرة يخرج من أبواب الساعة اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا وتغلق الأبواب خلفهم.وقد أثارت تلك الساعة دهشة الملك شارلمان وحاشيته إلي حد أن رهبان الملك اعتقدوا أن شيطانا يسكنها ويحركها فحمل كل واحد منهم فأسا وجاءوا إليها ليلا وحطموها..
كانت المفاجأة التي تحولت إلي صدمة وندم عندما اكتشف هؤلاء الرهبان أن الساعة لا يوجد بها شيء سوي آلاتها, وأن خرافة الشياطين والعفاريت التي تسكنها كانت سقطة كبيرة منهم!وقد حزن الملك شارلمان حزنا بالغا واستدعي حشدا من خيرة العلماء والصناع المهرة لمحاولة إصلاح هذه الساعة وإعادة تشغيلها ولكن المحاولة باءت بالفشل وعندما عرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب خليفة المسلمين هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لإصلاحها قال شارلمان’ إنني أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا’ عارا’ باسم فرنسا كلهومن هذه القصة يتبين لنا مدى الحضارة فى عصر هارون الذى اهتم بالعلم والعلماء .
**********
ياتري هل سياتي الزمن الذي نصل فيه من علم ولو نصف ماوصلوا له اجدادنا القدماااااء هل سيعود العرب للاضواء والازدهار العلمي بكل انواعه ام سنظل في انتظار ما تتصدق به الدول الغربية علينا الي متي نظل شعب مستهلك فقط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق